RoMa Admin
عدد المساهمات : 1980 نقاط : 6051 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 04/09/2011 العمر : 29 الموقع : دموع عيون حبيبى
| موضوع: بين الامانة والامارة الخميس ديسمبر 01, 2011 9:44 pm | |
| جاء أبو ذر الغفارى رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : يارسول الله ألا تستعملنى ؟ فضرب بيده على منكبه ، ثم قال : " يأبا ذر ، إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزى وندامة ، إلا من أخذها بحقها وإدَّى الذى عليه فيها " . ( أخرجه مسلم فى باب" الأمارة" باب " كراهة الإمارة بغير ضرورة")
هذا موقف تربوى يحمل دروساً نافعة للأمة فى مجال الادارة وتوزيع الأعمال.
الدرس الاول : هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتحرك بدافع من عاطفة الحب نحو صاحبه أبى ذر رضى الله عنه فحسب ، بل قدم لنا الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة الصالحة فى مصارحة طالب الرياسة أو الوظيفة بنقص كفاءته ومؤهلاته الى ترشحه للنجاح فيها . ثم بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأمارة أمانة نسأل عنها يوم القيامة
الدرس الثانى : أنّ َقوله صلى الله عليه وسلم : " يأبا ذر إنك ضعيف " ليس معناه ضعفاً فى الأيمان ، فلقد كان أبو ذر ذر رضى الله عنه من خيار الصحابة وأفضلهم إيماناً بالله تعالى ولكن الضعف هنا يفهم من السياق على إنه ضعف كفاءة وإمكانية للقيام بإمر الإمارة .
ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك قاعدة إيمانية ، وهى أن حُسنَ النية وحده لايكفى لمعالجة المشاكل وإنجاز الأعمال بل لابد من الكفاءة والقدرة العملية على إنجاز مايسند الى المرء من أعمال . والقرآن الكريم أرسى هذه القاعدة فى قصة سيدنا يوسف – عليه السلام ، حين لم يقدم نفسه لإدارة شئون المال بنبوته وتقواه فحسب ، بل بحفظه وعلمه أيضاً :{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }(يوسف 55)
وأبو ذر رضى الله عنه لما طلب الولاية لم يجده الرسول صلى الله عليه وسلم كُفؤاً لها قادراً على القيام بأعبائها ،فحذره منها ,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من أستعمل رجلاً من عصابة وفيهم من هو أرضى الله منه – أى أصلح –فقد خان الله ورسوله والمؤمنين " ( أخرجه الحاكم فى المستدرك)
وقد أرشدت السنه الى أن خيانة الأمانة ، مظهر من مظاهر الفساد الذى يقع فى آخر الزمان ، فقد جاء رجل الى الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله : متى الساعة ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم" إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " فقال الرجل : وكيف إضاعتها ؟ قال" إذا وسد الأمر الى غير أهله،فانتظر الساعة "( أخرجه الحاكم فى المستدرك)
وهكذا عظم الأسلام الأمانة ، كى يخلص الرجل فى عمله ، ويسهر على حقوق الناس ومصالحهم التى وضعت بين يديه وأن يحرص الأنسان على مراقبة الله فى عمله لأنه أمانة سوف يُسأل عنها يوم القيامة | |
|