RoMa Admin
عدد المساهمات : 1980 نقاط : 6051 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 04/09/2011 العمر : 29 الموقع : دموع عيون حبيبى
| موضوع: إن الله لايعجل لعجلة أحد الخميس ديسمبر 01, 2011 9:46 pm | |
| لما إشتد أذى المشركين للمسلمين, جاء بعض الصحابة - رضى الله عنهم – إلى النبى صلى الله عليه وسلم , وكان متوسداً بردة له فى ظل الكعبة . فقالوا له : يارسول الله , ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو لنا ؟ فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم : " والله لَيُتِمّنّ الله هذا الدين ولكنكم تستعجلون , وإن الله لايعْجَلُ لعجلة إحدكم حتى تبلغ الأمور ما أراد الله " . (أخرجه البخارى وأحمد )
هذا موقف لصيق بحياتنا المعاصرة , وبخاصة شبابنا الواعد . فكثيراً ما نتعجل النتائج , وتدور بذهن الشباب خاصة خواطر وأفكار , كلها يقع فى إطار هذا الموقف النبوى الكريم
من هذه التساؤلات التى تقرر : لماذا الصبر ؟! لماذا لانبطش , مادمنا على الحق , الا يُعد الصبر موقفاً سلبياً ؟!
ويأتى هذا الموقف ليؤكد لنا جملة من الحقائق بشأن الصبر ،فالأمور تسير وفق مراد الله وحكمته ، وفعل الحكيم كله حكمة ، لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم لمن يتعجل النصر : " والله لَيُتِمّنّ الله هذا الدين ولكنكم تستعجلون ..." .
إن نظرة الأسلام للصبر نظرة إيجابية ،فالصبر الإيمانى قوة صامتة تُمكّن الإنسان من التحكم فى نفسه والسيطرة عليها . إن الصبر فى الأسلام سمو بمشاعر النفس لترتبط بتوجيه الله تعالى وتستجيب لأمره فعن الصبر كقوة تسيطر على النفس ونوازعها , يقول النبى صلى الله عليه وسلم : " ليس الشديد بالصرَعة ، وإنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب" ( أخرجه البخارى ومسلم)
وعن الصبر كطاقة فى التحمل , يقول النبى صلى الله عليه وسلم :" القابض على دينه كالقابض على جمرة" . (أخرجه الترمذى)
وعن الصبر كطاقة دافعة لنيل العلا وتحقيق الطموحات ، يقول الله تعالى : { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }(فصلت/35).
وعن الصبر كلون من الثبات عند الكوارث المفاجئة ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم : "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" (أخرجه البخارى ومسلم)
فينبغى للمؤمن أن يوقن بأن أحداث الحياة تكون وفق تقدير دقيق ومحكم من الله تعالى. قال الله تعالى :{ إِنَّا كُلّ شَيْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }(القمر 49). وإننا نسعى ونأخذ بالأسباب ، ولكن النتائج على الله عز وجل ... وقد يكون تأخرالنتائج التى نسعى من إجلها ولها فيه حكمة لله تعالى وفيه خير لنا .: | |
|