RoMa Admin
عدد المساهمات : 1980 نقاط : 6051 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 04/09/2011 العمر : 29 الموقع : دموع عيون حبيبى
| موضوع: من أدب التعفف الخميس ديسمبر 01, 2011 9:47 pm | |
| أصبح أبو سعيد الخضرى رضى الله عنه وليس فى بيته طعام ,وقد ربط على بطنه حجراً من الجوع, فقالت له أمرأته : ائت النبى صلى الله عليه وسلم فاسأله ,فقد أتاه فلان فأعطاه . فقال لأمرأته : لا. حتى لاأجد شيئاً, وبعد حين , طلب طعاماً من أمرأته فلم يجد شيئاً. فأتى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يخطب , فأدركه وهو يقول : " ومن يستعفف يعفه الله " . قال أبو سعيد : فا سألت أحداًبعد ذلك , ومازال الله يرزقنا حتى ما أعلم أهل بيت من الأنصار أكثر أموالاً منا. ( أخرجه البخارى) .
هذا الموقف يربى فينا قوة التحمل والرضا والتعفف , وبشرنا بأن عاقبة الصبر تكون خيراً,كما يفيض الموقف بالدلالات الأتية:
الدلالة الأولى : أن الأنسان إذا فتح على نفسه ياب المسأله والأحتياج فإن النفس لاتشبع ولاتقنع ,ويتعود الأتسان على الأخذ السهل دون كفاحِ وعمل, وفى الحديث النبوى الشريف : "وارضَ بما قسم الله لك تكُن أغنى الناس ".(أخرجه الترمذى وأحمد فى المسند ) .
إن الأسلام يربى فى الأنسان قيم البناء والأعتماد على النفس ,ولا يرضى لأتباعه أن يكونوا عبئاً على الغير، وما أحسن قول الإمام البوصيرى :
والنفسُ كالطفل إن تهمله شَبَّّ على حبِّ الرضاعِ وأن تفطمه ينفطمِ
الدلالة الثانية : سرعة أستجابة الصحابة لهدى النبى صلوات الله وسلامه عليه , فما أن سمع أبو سعيد الخضرى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ومن يستغن يغنه الله " .حتى رجع عن السؤال وأمتثل لهدى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى هذا أسوة حسنة لكل مؤمنٍ يرجو الله واليوم الآخر أن يجعل السنة النبوية موقع العمل والتطبيق، وهذه حقيقة إيمانيةأكدها القرآن الكريم : {وَمَاآتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَانَهَاكُُْمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (الحشر /7 ) .
فالسمع والطاعة لهدى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هما حقيقة الأستجابة التى أمرنا الله بها فى القرآن .
الدلالة الثالثة : ثمرة وبركة العمل بسنة النبى صلى الله عليه وسلم, فبركة السنة لمن يعمل بها .وحين امتثل أبو سعيد الخدرى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يستغن يغنه الله ومن يستعفف يُعفه الله " وسّع الله رزق ابى سعيد الخضرى ,وزاده من فضله وأغناه عن السؤال.
وهذا ماعبر عنه أبو سعيد فى الموقف بقوله :"فما سألت أحداً بعد ذلك, ومازال الله يرزقنا حتى ماأعلم أهل بيت من الأنصار أكثر أموالاً منا" .
ومن هنا ندرك أن البركة فى إتباع هدى الله ورسوله والعمل بهما, كيف لا والنبى صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى . | |
|