شمس Admin
عدد المساهمات : 676 نقاط : 2176 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/08/2011 العمر : 35 الموقع : دموع عيون حبيبى
| موضوع: في وداع شهر رمضان الكريم السبت أغسطس 27, 2011 2:02 am | |
| في وداع رمضان
اقتضت حكمة الله تعالى ومشيئته أن لكل شيء بداية ... لا بد له من نهاية . ها هو رمضان قد أوشك على الرحيل وإن لكل
مقيم في هذه الدنيا ارتحالاً ، ولكل موجود زوالاً ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.فياله من فراق شديد على النفس
المطمئنة .. وحق لنا أن نحزن على فراقه ، وأن نذرف الدموع عند وداعه..
وكيف لا نحزن على فراقه ونحن لا ندري هل ندركغيره ؟
كيف لا تجري دموعنا على رحيله ؟
ونحن لا ندري هل رفع لنا فيه عمل صالح ؟
وهل ازددنا فيه قرباً من ربنا ؟
كيف لا نحزن عليه وهو شهر الرحمات ، وتكفير السيئات ، وإقالة العثرات ؟
،يمضى رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام وأساء آخرون ، يمضى وهو شاهد لنا أو علينا ، شاهد للمشمر بصيامه وقيامه وبره
وإحسانه ، وشاهد على المقصر بغفلته وإعراضه ونسيانه رمضان رحل وودعناه وربما ودعتا ،
ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ، فلله كم سجد فيه من ساجد؟
وكم ذكر فيه من ذاكر ؟
وكم شكر فيه من شاكر ؟
وكم خشع فيه من خاشع ؟
وكم فرّط فيه من مفرًّط ؟
وكم عصى فيه من عاص ؟
. فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان انتهى أو أوشك على الانتهاء ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وإن رب رمضان
هو رب شوال وشعبان وبقية الأشهر . .
فإن الله تبارك وتعالى باقْ لا يفنى ولا يزول ولا تغيره الأيام ولا الشهور.لا نريد أن يكون رمضان موسما كباقي المواسم نخلعه
عند انتهائه:الدورة الرمضانية التي عشناها هي حالة الاستنفار الإيماني والعبادي التي أعلنها الصائمون والصائمات حيث
عشنا حياة خاصة في العبادة والطاعة وارتقى فيها الصائمون إلى مستويات متقدمة وارتفع مستوى الإيمان والالتزام عندهم
وازداد رصيدهم من الخيرات والحسنات والطاعات.ما أريد أن أقوله ونحن نودع شهر رمضان المبارك هو أن يقف كل منا مع
نفسه متأملاً فاحصاً ومتفكراً متذكراً ومراجعاً دارساً وهو خارج من هذه الدورة الإيمانية العبادية.إن كل من التحق بدورة يحدد
الهدف من التحاقه فيها ، ويكون له برنامج خاص دقيق يلتزم به أثناءها ، وبعد ذلك يعمل دراسة وتقويماً لهذه الدورة ليعرف ماذا
استفاد منها ،
وأين أخفق فيها وماذا أضافت له من علم ومعرفة وقيم وسلوك.أدعوكم جميعا إلى استخلاص دروس ضرورية من هذه الدورة
الرمضانية التي تفيأنا ظلالها وتعرضنا لنفحاتها ، وأدعو إخواني وأخواتي إلى استنتاج دلالات وعبر هامة ، وتسجيلها والتركيز
عليها لتعميقها في كيانهم بعد شهر رمضان. ويمكن لي في هذه العجالة أن أذكر في بعض الدروس الضرورية ، لنستمر في
تذكرها واستحضارها وأدائها:
- تعلمنا في مدرسة رمضان: أهمية المجاهدة والاجتهاد حيث نجاهد أنفسنا لتستقيم وتثبت على طاعة الله وتقبل على النوافل ، وتبتعد عن الحرام ونجتهد في إحسان العمل والاتصال بالله.
- تعلمنا في مدرسة رمضان: أهمية استغلال الوقت وحسن برمجته والتخطيط له وقضاء ساعاته ودقائقه في ما يفيد وينفع.
- تعلمنا في مدرسة رمضان: أهمية ضبط الحواس وتوجيهها ومراقبة عملها وأدائها: السمع والبصر واللسان واليد والرجل والبطن والفرج والفكر والنفس وضرورة الانضباط السلوكي الاجتماعي والتعامل مع الآخرين بالحلم والاناة وسعة الصدر وحسن الخلق.
- تعلمنا في مدرسة رمضان: لذة الحياة في ظلال القرآن والاستمتاع بالحياة مع القرآن والسعادة بقضاء الساعات في تلاوته وحفظه وتدبره.
- تعلمنا في مدرسة رمضان: فضل ارتياد المساجد وأهمية صلاة الجماعة فيها ، وأثر صلاة الفجر فيها بالذات ليكون هذا برنامجاً لنا بعد شهر رمضان.
- تعلمنا في مدرسة رمضان: فضل الاستيقاظ وقت السحر ، وأداء صلاة التهجد ، ولذة الذكر والتضرع والاستغفار بالأسحار.
- تعلمنا في مدرسة رمضان: فضل العلم والتعلم بما سمعناه من الدروس والعظات ، وما تلقيناه من العلماء والدعاة ، والمربين والمرشدين.
- تعلمنا في مدرسة رمضان: الارتباط الوثيق بين الإسلام والقرآن والجهاد ، وأصالة ومكانة الجهاد والمواجهة في ديننا للوقوف أمام الأعداء الطامعين فينا.
- تعلمنا في مدرسة رمضان: أن نستعلي على ضعفنا وكسلنا وتراخينا ، ونصبر على جراحنا وآلامنا ، ونتخلى عن إحباطنا ويأسنا ، ونتحول إلى الأمل واليقين والإيجابية والثبات ، والثقة بأن المستقبل لهذا الدين والهزيمة لليهود والكافرين.
فهل ننسى هذه الدروس الضرورية بعد انتهاء هذه الدورة الرمضانية؟ وهل نتخلى عن هذه المكاسب التي جنيناها من رمضان؟ لا أظن أن بصيراً متوسماً يفعل ذلك،،. من ذاق طعم الإيمان وحلاوة العبادة لا يرجع عنه بعد رمضان.
هذه بعض المعاني الإيمانية التي عشناها ينبغي أن نحافظ عليها ولا نتركها وديعة رمضان ، بل ودائعه.. غالية عزيزة..إذا افتقدك بيوت الله ، وصلاة الجماعة ، وكتاب الله ، والبذل والصدقات.. من فعل هذا كان مفرطاً بوديعة رمضان...فهل تحفظ في وداعه ودائعه؟
نسأل الله تعالى أن لا يجعل هذا العام آخر عهدنا برمضانوأن يعود علينا رمضان في السنة القادمة والمسلمون بدينهم متمسكون وبشرع الله عاملون ولكتابه حافظون.اخواني اخواتي هل نترك رمضان وهو راض عنا أم رحل وهو يبكي حسرة علينا .وعلى أحوالنا ...
اللهم لك الحمد على أن بلغتنا رمضان ووفقتنا وأعنتنا على صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه أناء ليله وأطراف نهاره.اللهم
أحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين .
| |
|