الصيام .. الناس فيه أقسام عشرة

الصيام .. الناس فيه أقسام عشرة



الحمد لله غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو. غافر الذنب لمن قال لا اله الا الله و قابل التوب لمن قال لا اله الا الله شديد العقاب لمن لم يقل لا اله الا الله.

و اشهد ان لا اله الا الله رفع السماوات بلا عمد و خلق كل شئ بقدرته و اشهد ان محمدا عبده و رسول الرحمة للناس جميعا.
كان الصيام في أول الأمر على مرحلتين، ثم استقرت أحكامه فكان الناس فيها عشرة أقسام هي:

القسم الأول:

المسلم العاقل البالغ القادر المقيم السالم من الموانع، فيجب عليه صوم رمضان أداء في وقته

لقوله تعالى: (شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) البقرة:185
و قال النبي صلى الله عليه وسلم :"اذا رأيتم الهلال فصوموا" متفق عليه. و اجمع المسلمون على وجوب الصيام أداء على من ذكرت.
وأما الكافر فلا يجب عليه الصيام لانه ليس أهلا للعبادة فإذا اسلم في رمضان فليس عليه قضاء ما فات من الأيام الماضية،

لقوله تعالى :

(قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) الأنفال 38.
و ان اسلم في اثناء يوم من رمضان لزمه إمساك بقية اليوم لانه صار من أهل الوجوب حين اسلم، ولا يلزمه قضاؤه لانه لم يكن من أهل الوجوب حين وقف وجوب الإمساك.

القسم الثاني:

الصغير لا يجب عليه الصيام حتى يبلغ لقول النبي:"رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر وعن المجنون حتى يفيق" رواه احمد. و يحصل البلوغ: 1) إنزال المني، 2) نبات شعر العانة، 3) بلوغ خمس عشرة سنة.


القسم الثالث:

المجنون وهو فاقد العقل للحديث السابق رفع القلم عن ثلاثة.... ، والعبادة لا تصلح الا بالنية (إنما الأعمال بالنيات)

القسم الرابع:

الهرم الذي بلغ الهذيان فلا يجب عليه الصيام فهو أشبه بالصبي قبل التمييز.

القسم الخامس:

العاجز عن الصيام عجزا مستمرا، كالكبر والمرض مرضا لا يرجى برؤه كصاحب السرطان ونحوه (فاتقوا الله ما استطعتم) فيطعم بدل كل يوم مسكينا. من القمح مد اي نصف كيلو وعشرة غرامات أو ما يعادله نقدا عند أبي حنيفة.
اخواني الشرع حكمه من الله ورحمة رحم الله به عباده لانه شرع مبني على التسهيل، لذا نحمد الله على هذا الدين القيم وعلى ما انعم به عليكم من هدايتكم له، و قد ضل عنه كثير من الناس.
اللهم وفقنا لما تحب و ترضى يا ذا الجلال والإكرام، وثبتنا على الاسلام حتى نلقاك، واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين.